الخميس، أبريل 20، 2006

من أجل امرأة كهذه



من أجل امرأة كهذه

إلى سعاد الأحمدي : " أقسم أن أتحسس يدي كلما رأيتك "
تتعلم المشي وحدك
بلا بسملة حين تقع
ولا تمتمات حين تطب
هكذا وبمنتهى الهدوء
تتعلم نفسك
*
يمكنك أن تغفر للحصى والعيال إذا ما ابتعدوا قليلا عنك
ويمكنها أن ترتب ملامحك بأقل من أصبعين وبلا تنهيد
بثقة امرأة تطلب زجاجات البيرة من بائع مجهول الاسم
تغسلك في الشارع العام وتنفض غبار عينيك في النهر
. .
. .
الوقت الذي يجب أن تصارحها " أنا أحبك "
تفضل هي أن تؤكد لها " أنا رخيص ومتوفر سيدتي "
امرأة السوبر ماركت ودكاكين الانترنت
لا يجب أن تكون رديئا أقل من المقبول
لا يجب أن تثبت على عينك ثمرة تفاح فاسدة
لا يجب أن تنقل الأخبار السيئة السمعة من هنا وهناك
لست حداثيا بالفطرة يا صديقي
وهى غير معنية بالمسرة والألم المفكوك
ليديك طعم ٌ غريب في الفم ِ ورائحة ٌ جوالة
وليس لديك قمصان متسعة لتربية الحمام
ليدها طابور من العبيد الزرق في أزقه ليلة مجهولة
ناعمة وتتمنى
امرأة التحيات السريعة وهز الرأس و " لنكن أصدقاء "
*
القدرة أن تبتعد شبرا واحدا
الخلق أن تدير ظهرك لهذا كله و تضحك
*
ستموت – حين تموت – بجدية
وجهك متصالب
ركن فمك لا يتحرك أمام الممرضات
لا يهم عدد الأشياء المكسورة في الداخل
صوتك وحده كان كافيا للتمهل
وكلامها القادر عن الموت يجعل الأمور في المتناول
ربع قرن من المهابة تحفر تنينا في القلب
هي قادرة على النمو أمام عينيك بلا مواربة
ترتق جوربها وتتهمك بالتهالك
تمسك يدها من أسفل المرفق كبنات الباشمون
" لا أملك أسلحة يا صغيري
. . أقترب فقط "
. . . . من الضحك يمكنك أن تتعلم أيضا
لون الأسنان و طعم الأحداث الباقية في الشفتين
هي جبريل العالم
حرة ومتاحة في الطرقات وعسيرة الهضم
ستدوس عليك بمجرد النظر
وتنجب منك بلا وعي عيالاً و حزناً ليلياً سريع
ْتتحول القصاصات إلى قصص حب دائما
يمكن لعمال الموانئ ملاحقة المنكسين في وضح النهار
ويمكنها أن تكنسهم بأطراف أصابعها ليلا
" صغارا ً مميزين و فجرة "
*
المكان أن تختار الرحلة
أن تبدأ
*
كي تكون مبهجا في حفلات العرس
تجنب الحديث عن الماضي و الطرق السرية لطحن الكلام
بهذه الطريقة أو بأخرى ستزورها في المنام ولن تعرفك
يمكنك إفزاعها فقط لو صدقت نفسك
ويمكنها تجاهل الكوابيس أيضا
انها لمّاعة
تمهد الطرق و ترص البشر على الجانبين ولا تسير
خجولة هي من الضوء والعتمة تقتلها
الظل ليس هو الحل المناسب للتراجيديا
عليها أن تقنع بفضلات الكلام أولا
وعليك أن تتدرب على أن تكون ناعما وشهيا عند الضرورة
. .
. .
عينك تدل على الموسيقي
وشفتاك تستجيبان للطرق والحوار
متى تسعد أن لديك خرزة زرقاء في جيب قميصك
وعيونا سلبية تجاه الحزن ؟
*
صديقي

سأذهب لملاحقة القتلة وتربية الفرح بهدوء
كن بخير

المخلصة سعاد
( 2 )
*
أحزن لأضيء
هذا كل ما بالأمر
*
يحدث هذا في أوقات معينة :
مثلا تمد يدها من النافذة القريبة
تمد يدك على مدد أي شيء تعرفه
سيارات مسرعة , عيال وبلطجية
يشفطون الهواء بينكما
وتكسر أصابعك النظرات الغريبة من كل مكان
كالدبوس تدق الهمهمات في أذنيكما معا
" أراكم يا كلاب "
*
وثقوا بي كثيرا
تلك مشكلتهم الآن
حين أتجاهلم بعناد من يعرف أن أي شيء أسود
*
قليلا من الزهايمر والشيخوخة والهلات السود يصلحون لتعتيم ملفي
يجعل الربو رئتي ودودة
السرطان يقطع لسان يستحق بالفعل
أما عن الرعاش والهيستريا
هؤلاء اصدقائي الطفوليين
يسمحون للعيال بالعلب معي
كما يوفرون علي الزحام وسخافة الشوارب والكحوليات
أقدر أن اقلع جلدي بسهولة
و يمكنني أيضا
أن اضرب رأسى بالحائط بلا سبب
أنا محروق
. .
. .
أعرف أنها ليست " سعاد "
شعرها مصفف بعناية من لا يعرفني
وجهها الجديد أملس ويغيظ
لم أصدقها يوما حين حطت على رأسها على كتفي " أنتَ خائف "
ولا حين ضحكتُ بتلقائية " أنت ِ مأكولة "
*
البنات اللواتي قطعت المواعيد العاطفية أعمارهن
خسرن الهواء
*
*سندباد العزيز
لا أجد أسبابا حقيقة لأحبك
ولا أسبابا جاهزة للكراهية
حيادي أنا في الضغينة
يمكنني ممارسة الشجب والمسرة في آن واحد
كذلك ينمو هاجسين على الأقل بجواري ولا أحس
. .
. .
صدقني حاولت أكثر من مرة
أن أبدل الهواء
أن أصارحها في ليلة واحدة
" سعاد أنتِ أقل مما يجب بكثير
أنت ِ لا تشبهين ممثلات السينما ولا عمال المترو
لا تشبهين الأطفال ولا المعاقين ذهنيا
تمشين كأوزة على جدار المعبد
فرعون يأمرك ِ بالصياح حين تمر مراكبه
" والغلاميون يفعلون ما هو أكثر بالكورنيش ووسط البلد

( 3 )
الاله الصغيرة التي مرت عليهن في الكورنيش
مصمصت شفاهها و ابتعدت
*
أنت َ لا تصدق وجهك
لكنك تصفق للعابرين بشماتة
يغلبك العيال في اللعب والبلل
وتتحفظ على نكاتك ، تعيد تربيتها بعيدا عن الضوء
تضحك مني حين تقف الفراشات على صدري في الحدائق
وحين يطلون بعيونهم المسمومة ناحيتي تلتهب بلا مودة
. .
. .
من أجل لقمة
لا يكون كلامك في المتناول
أنت مخذول كنصف ثمرة متروكة بين عاشقين على وشك الفراق
أصابعك لا تصل إلى الأرض
عيونك بحاجة إلى تلميع
يشدك العيال ويدسون قلوبهم في عيون البنات اللواتي لن يعرفن كم أحببن رجلا بأصابع قلقة
وحين تتعود على المرور من أمامهن
سيرمينك بأحمر الشفاه والحصى
– صدقني –
من أجل جلب الحظ فقط
*
السماء مكسوة بالغبار
خطايانا تتحرك يا صديق
*
أدوس عليك
هكذا بقوة السؤال و الإجابة معا
أخرم عينك َ إن قلت نعم
وأخرمها إن قلت لا
أصابعي مدببة و أخاف علي روحي أن تخسر
جيد أن تسقط بكل اتجاه إلا نحوك
وجيد أيضا لون الشيء حين يتعافي من ضرباتٍ صديقة
أنا مأمونة الجانب ، أخطئ في العلن
. .
. .
ضيق ٌ أنت ككمين
ضيق ٌ لكنك تفهم ذلك و تتحاشى
ليكن لديك منديلا لتلوح لي من بعيد
وقلبا حارا ترميه تحت قدم أحداهن كي تضحك في سرها ولو مرة واحدة لأجلك
لم تهتم كثيرا حين قلت لك
" كفي للبيع , عيوني تصلح كخرزة زرقاء "
أنا أيضا لم أكترث حين قلت لي
" صدري مخروب . . ثمة هواء ينقصني باستمرار "
*
علامة الوصل الوصول
لا شيء غير الطريق يصلح للبكاء
*
صديقتي . . .

أخرج أحيانا . .
فقط كي أعرف كيف يمكنني الدخول ثانية
كوني بدفء

بإخلاص أحمد

( 4 )
- أحتاج أن ألوث الموسيقى
أيضا أحتاج إلى تلويث عيني بالفل والشهداء
هواء ينقص . . هواء يزيد
أنا مشنوق
- بيدي تفاحة تركها عاشق في جيبه حتى ماتت
قدرت أنه فظيع أن تترك هكذا على حالها
أنا أيضا أموت في جيوب الأصدقاء
أنا متروكة
- الأطفال صفر الوجوه في العالم
ثمة من يحشو عيونهم بالحقد
ويقص أظافرهم عنوة
خلل في تركيبة الماء يمنعني من تحديد صورتي في النهر
هذا أم شرطي السير ؟
- عرائس الفنادق وزفافات الخفة لا أفهمها
أفضل تمرين قلبي على السهر و السؤال عني من وقت ٍ لآخر
أنا مطلقة بالكلية
أحك عيني بأصابع الأصدقاء و أعواد النعناع
أخلع نفسي من الصور الجيدة و ألصق منظرا أكثر بهجة
حين أدوي في الليل لا أسمع خرافات ولا عفاريت
لذا
كلما قلت أن روحي ملسوعة
كان موتي عاميا أكثر وخشنا على الوجه الذي أريد
الأصدقاء والتراب لصيقون في كل شيء
تعلمت أن أقرف من الذباب بسهولة
وأن أتحاشى المواقف العاطفية
تعلمت أيضا أن جدران المعابد غبية ولزجة
لم أتعاطف مع فعلتهم على الكورنيش
أنا مفتوحة من أعلى
تسمعني العصافير والكمنجات
ولا أترك أثرا على الأرض
. .
. .
صدقتك َ الليلة
فيما كنت أعد نفسي كعروس
تذكرت أنه لم يعد بإمكان احد
أن يعطيني بعض الحلوى والأطفال و يصلح زجاجي
صدقتك َ أيضا حين لم تصارحني
" أنتِ براز العالم يا صديقتي "
أنا أحترم هذا و ألطخ يدي بالحبر حين ألعب
جنوبيا كان لحزني طعم اله مشلول
عين واحدة مكسورة و أخرى تتكاسل
أنا أكفي للضرورة
كنت أريد أن أتحاشى التلف بالموت
لكني أضعت قدمي كي أتمهل
ولم أجلس على مقعد منخفض كي لا تبصق الطيور علي
أنا كافية جدا
فقط يرقد بجانبي سنونو لأخلع مهابتي
هكذا أدفء
- ليس من أجل أحدٍ بعينه
لكني سأجمع الخيوط والعيال
اربطهم في لساني حين يأتي الليل متأخرا
أطقطق على مهل ٍ وبصوت عال ٍ يجرح المتواجدين في السر والعلن
بيدي قماش مصبوغ بالنوم
من يمد يده ناحتي لأعضه
أنا ملفوف ٌ في أوراق الناس أحدد رأسي بيدي
لا لأحد ٍ بعينه أتنهد
هواء ضيق
يؤلم الروح ويغضب مني العيال
. . . . حين لا أجد امرأة تلعب معي
أخبر أصحابي أن الهواء مدبب
أخبرهم أيضا أن ثلاث فاتنات على الأقل مررن ولم أكثر
أحاول أن اخبرهم الحقيقة بعد دقائق
يتركوني كلامي مرصوصا على المنضدة ويحلمون وحدهم
أنا لا أحب البيض ولا اللون الكاكي
أفضل التحيات السريعة ولو بعد الشد على اليدين
لم أكن غبيا حين قلتِ لي
" اقلع عينك وسر مفضوحا بلا قداسة
.
.
نبيا تموت "
وددت ساعتها لو قلت لك
" ظلي يكنس الأرض حول الجميع عداي
. .
لا مسرة "
جميلة الفتاة الطيبة ، جميلة وتحمل هاتفا جيدا أيضا
لا شيء ينقص غير وردة في العينين
وقلق مباشر على أي شيء
و أنا وردة ساخنة
أحمم نفسي بلا مشاكل ويمكنني أيضا قص ولصق الصور المهتزة
منقوص من كل الجهات سواي
حين حاولت أفتح قميصي ليسع الطائرات الورقية
مرت طائرة . .
أثنان . .
و مِتُ فورا
*
صديقتي

صدقيني
باردٌ جدا هذا النحيب
. . بارد ٌ وقلق

بإخلاص أحمد
*
صديقي

صدقني
سيكون ما بيننا أبيض - أسود وكئيب

المخلصة سعاد

ليست هناك تعليقات: