الخميس، يونيو 19، 2008

ذلك بأن السيرة اكتملت





فاتحة


أشهدك اللهم أني أنشبت أظافري في باطن اليد مرتين طلبا للمطر و ثلاثا طربا بالتمهل حتى تناولتني سكرة العرفان بوجودها والتوحيد بها على رؤوس الأشهاد. ليعلم العالم أن علمه باطل مالم يكن من فيها و يشرب الجاهل مرارة الندم على سقوطه من رحمتها التي لا يحدها جاهل بقرب ولا يغرها من نفسها فرار اليدين إلى الأصابع .



ذلك بأن السيرة اكتملت




من الخفيف بن الخفيف

إلى الخفيف أخو الخفيف

سلام ٌ على قلبك من لذةٍ في وصال حتى تعلم أن العشق أكبر . و سلام ٌ عليك من الفجاءة وخير ما فيها أن غيرك فيها وشر ما فيها أن يوقظ العاشق فيك خشيته من الفوات .


فسلام ٌ عليك يا سليل التلصص و ساكن البين بين . يا خاسر الهناءة لأجل الهناءة . و حامل العلامات طوعا بلا طاعة وشوقا بلا وصل ولذة في تمام المذلة .


و سلام الله عليك يا كتلة العالم و دفينة ما بين ضدين في آن.


*

من الخفيف أخو الخفيف

إلى الخفيف بن الخفيف


........ ولما قال عارفنا " العشق أكبر " احتملت المكائد ساعتين.

وقلت في بالي

" سيدي و كابس الطين في حلقي . رغبت حتى انهزمت . و هنت حتى عدمت . و غبت حتى انتبهت فإذا المهل أبيض . وإذا الخلائق كلها كلها بين فرث ودم .


سيدي و قاطع أصلي..


بحق الجاه الذي لا أحتمل حلوله فيَّ ولا دلاله عني . وبسر الذي تمهل في المكيدة كي يعلمني الخسارة . و بأنك أنت أنت صانع الحصى والعيال و تاركني لمن لا يرضى بقرب ٍولا ينسى ببعد ٍ وليس يعفو عن مثيل .

متعني على طول الخسارة بالتوغل فيها و بلغني - بما تشكل في يديك من العوالم - لذة ما بين خطوتين " .


*


من الخفيف بن الخفيف

إلى الخفيف أخو الخفيف


يا عارف التمهل بي

و قابل اللذائذ من قبضتي في السكك .

يا خفيف . .

زال همي بفراغ أملك مما سواك . و اشتد عودي بما آلت إليه روحك من عماء ٍ لا يُحد . و زادني في المهل طمعا أن البدء منك و الخطو منك و الكسر منك و الحيرة – كيما تشف - رقراقة بين اليدين .

يا خفيف ..

لم يكن للخلق بد أن يضلوا . ولم يكن في الناس خيرٌ حتى يزل العاشقون جميعهم . فأنر لوجه الحق زلتك اليتيمة. ولترفع نشيجك المتوجس لآخر نقطة في العماء .


قل :

يا نفس توبي

يا نفس مالنا والأبيض

يترك الله اللذائد حائرة

كي يصلح العاشق شأنه بيديه

وكي لا يفتح العارفون مرارهم في الناس

يعفو عن كثير"



قل "

كنا عصيان في الوصل

شديدان في الوجد

قابضان على جمر التوحش بالحنو

و باسطان – بكل ما صنع المعزز للمعزز –

حسرة ً

لا تُحد . "




قل :

" كان اللمس ُ

أفضل ما لديّ

فحجبت ِ عني

ولو كان في الخطو خير ٌ

ما انتهى بي "




قل :

" أنا الخفيف أخو الخفيف

و القبض مني

إذا سألت انبهرت

و إن رضيت التوغل

كانت بلوتي عسلي




أنا الخفيف أخو الخفيف

و البسط مني

شجر إلى شجر

يحن

والقلب آسن

فلو كان لي أمل ٌ

لدوخت المكيدة ساعتين

ولو كان في الناس خير ٌ

كنت الدفينة . .

ما بين ضدين




أنا الخفيف أخو الخفيف

و البعد حدي

سببي أن المسيرة نفسها

وحشة السائرين فيها

و عنفواني

( لهفة ٌ وتمر ) "



قل :

أنا الخفيف أخو الخفيف

والسيرة اكتملت

فيا نفس توبي

كي تحرس العصافير نفسها

ولع العوالق بالمحب

وكي لا تضل المكائد بي

ألق السلام "




قل :


" بلا أمل ٍ

ترص اليمامات سيدها في السكك

بلا أمل ٍ

ترص الحبيبة نفسها في فوق الأصابع

بلا أمل

تبنى البداهة نفسها من نفسها

هنا

حظ الحسير من البداهة

شدة الرؤيا ، وبراءة العشاق من دمهم

ختم التوسل بالتوسل

و انفلات اللجام

هنا

موت البلاغة في تمام النص

هنا

والعشق منفرط ٌ

هنا

و الحبيبة تبتعد "




*


من الخفيف أخو الخفيف

إلى الخفيف بن الخفيف


سيدي و كاسر عيني . . .

رفيق التودد و التوحش والتمهل و الونس.

صانع البهجة للعصافير و كناس العوالم بالمكائد والعوالق بالرائعين فيها.


يهنأ بالي بنصحك الذي أودى بجملة ما في المسيرة من تلهف، و ما في الخطى من تأخر إلى خير مجلس ٍبين منزلتين . فلا قرب أجل من الخسارة ولا عز إلا في تمام المذلة.

و يصلح حالي أنك قد مسست العاشق بما لا يطاق و حفظت الحسرة في حسن الصنائع كي لا يطلبها حاسر ٌ إلا بحق . ولا يظهر من غيها في السكك إلا لطيف الإشارة .

فالشكر كل الشكر لصنيع يديك فيما جرت به اللطائف. و الشكر كل الشكر لأثرك في صفحة الطين ، لرفقك الذي تجلى و خسرانك الذي تفرد و لهفتك التي انفرطت فصار ما بيننا مدد المعزز للمعزز و براءة العشاق من فتنة ما بعد خطوين .


سيدي و قاصم ظهري . .

السيرة اكتملت .

من ساكن ٍ في عتبة

علمت َ الخلائق أن الهلاك حق .

ومن قبضةٍ في الريش

بينت َ لي :


" يا خفيف

خطأ التوحش أن التمهل آيه

و عز العوالق

أنها بالمحب "


فسلامي للخفيفين من كل شيء .

من الخلائق إذ تمنوا ، من المكيدة أن تضل ، من الرضا أن يستقر ومن العوالق أن تزول .


سلامي للعوالق أينما حلت .

على عتبة الدار و على مهل الخطى . في المسيرة و الخسارة و التوحش و الحنو.


وسلامي للمكيدة في كل آن .

حيث التورد حصة المذبوح من دمه . وحيث التردد والتأخر و التوغل و الرضا أصل التوحش و التهلف و الجهالة واللهاث.


و سلامي للحبيبة من كل شيء .

أن تطال و أن تعاد و أن تُملّ . أن تيمم وجهها شطر الخلائق أو تيمم وجهها شطري .


سلامي للحبيبة في كل شيء .

في كظم المرارة بالونس . وفي لهفة الغافل أن الهلاك حق

.

و سلامي على كل الحبيبة من كل شيء ..

أن تخاطب بالجهالة أو تجابه بالتوحش . و أن تخرج من عتبة الوصل حيث العصافير و الروح طوافتين إلى عتبة الدار حيث اليمامات يلمعن الدفائن ما بين ضدين ، ولا يقلن السلام .


و السلام








يصدر ديوان ( عن الخروج من الحبيبة - رسالة في البطء واللذة ) قريبا