أشهدك اللهم أني أنشبت أظافري في باطن اليد مرتين طلبا للمطر و ثلاثا طربا بالتمهل حتى تناولتني سكرة العرفان بوجودها والتوحيد بها على رؤوس الأشهاد. ليعلم العالم أن علمه باطل مالم يكن من فيها و يشرب الجاهل مرارة الندم على سقوطه من رحمتها التي لا يحدها جاهل بقرب ولا يغرها من نفسها فرار اليدين إلى الأصابع .
ذلك بأن السيرة اكتملت
من الخفيف بن الخفيف
إلى الخفيف أخو الخفيف
سلام ٌ على قلبك من لذةٍ في وصال حتى تعلم أن العشق أكبر . و سلام ٌ عليك من الفجاءة وخير ما فيها أن غيرك فيها وشر ما فيها أن يوقظ العاشق فيك خشيته من الفوات .
فسلام ٌ عليك يا سليل التلصص و ساكن البين بين . يا خاسر الهناءة لأجل الهناءة . و حامل العلامات طوعا بلا طاعة وشوقا بلا وصل ولذة في تمام المذلة .
و سلام الله عليك يا كتلة العالم و دفينة ما بين ضدين في آن.
*
من الخفيف أخو الخفيف
إلى الخفيف بن الخفيف
........ ولما قال عارفنا " العشق أكبر " احتملت المكائد ساعتين.
وقلت في بالي
" سيدي و كابس الطين في حلقي . رغبت حتى انهزمت . و هنت حتى عدمت . و غبت حتى انتبهت فإذا المهل أبيض . وإذا الخلائق كلها كلها بين فرث ودم .
سيدي و قاطع أصلي..
بحق الجاه الذي لا أحتمل حلوله فيَّ ولا دلاله عني . وبسر الذي تمهل في المكيدة كي يعلمني الخسارة . و بأنك أنت أنت صانع الحصى والعيال و تاركني لمن لا يرضى بقرب ٍولا ينسى ببعد ٍ وليس يعفو عن مثيل .
متعني على طول الخسارة بالتوغل فيها و بلغني - بما تشكل في يديك من العوالم - لذة ما بين خطوتين " .
*
من الخفيف بن الخفيف
إلى الخفيف أخو الخفيف
يا عارف التمهل بي
و قابل اللذائذ من قبضتي في السكك .
يا خفيف . .
زال همي بفراغ أملك مما سواك . و اشتد عودي بما آلت إليه روحك من عماء ٍ لا يُحد . و زادني في المهل طمعا أن البدء منك و الخطو منك و الكسر منك و الحيرة – كيما تشف - رقراقة بين اليدين .
يا خفيف ..
لم يكن للخلق بد أن يضلوا . ولم يكن في الناس خيرٌ حتى يزل العاشقون جميعهم . فأنر لوجه الحق زلتك اليتيمة. ولترفع نشيجك المتوجس لآخر نقطة في العماء .
قل :
يا نفس توبي
يا نفس مالنا والأبيض
يترك الله اللذائد حائرة
كي يصلح العاشق شأنه بيديه
وكي لا يفتح العارفون مرارهم في الناس
يعفو عن كثير"
قل "
كنا عصيان في الوصل
شديدان في الوجد
قابضان على جمر التوحش بالحنو
و باسطان – بكل ما صنع المعزز للمعزز –
حسرة ً
لا تُحد . "
قل :
" كان اللمس ُ
أفضل ما لديّ
فحجبت ِ عني
ولو كان في الخطو خير ٌ
ما انتهى بي "
قل :
" أنا الخفيف أخو الخفيف
و القبض مني
إذا سألت انبهرت
و إن رضيت التوغل
كانت بلوتي عسلي
أنا الخفيف أخو الخفيف
و البسط مني
شجر إلى شجر
يحن
والقلب آسن
فلو كان لي أمل ٌ
لدوخت المكيدة ساعتين
ولو كان في الناس خير ٌ
كنت الدفينة . .
ما بين ضدين
أنا الخفيف أخو الخفيف
و البعد حدي
سببي أن المسيرة نفسها
وحشة السائرين فيها
و عنفواني
( لهفة ٌ وتمر ) "
قل :
أنا الخفيف أخو الخفيف
والسيرة اكتملت
فيا نفس توبي
كي تحرس العصافير نفسها
ولع العوالق بالمحب
وكي لا تضل المكائد بي
ألق السلام "
قل :
" بلا أمل ٍ
ترص اليمامات سيدها في السكك
بلا أمل ٍ
ترص الحبيبة نفسها في فوق الأصابع
بلا أمل
تبنى البداهة نفسها من نفسها
هنا
حظ الحسير من البداهة
شدة الرؤيا ، وبراءة العشاق من دمهم
ختم التوسل بالتوسل
و انفلات اللجام
هنا
موت البلاغة في تمام النص
هنا
والعشق منفرط ٌ
هنا
و الحبيبة تبتعد "
*
من الخفيف أخو الخفيف
إلى الخفيف بن الخفيف
سيدي و كاسر عيني . . .
رفيق التودد و التوحش والتمهل و الونس.
صانع البهجة للعصافير و كناس العوالم بالمكائد والعوالق بالرائعين فيها.
يهنأ بالي بنصحك الذي أودى بجملة ما في المسيرة من تلهف، و ما في الخطى من تأخر إلى خير مجلس ٍبين منزلتين . فلا قرب أجل من الخسارة ولا عز إلا في تمام المذلة.
و يصلح حالي أنك قد مسست العاشق بما لا يطاق و حفظت الحسرة في حسن الصنائع كي لا يطلبها حاسر ٌ إلا بحق . ولا يظهر من غيها في السكك إلا لطيف الإشارة .
فالشكر كل الشكر لصنيع يديك فيما جرت به اللطائف. و الشكر كل الشكر لأثرك في صفحة الطين ، لرفقك الذي تجلى و خسرانك الذي تفرد و لهفتك التي انفرطت فصار ما بيننا مدد المعزز للمعزز و براءة العشاق من فتنة ما بعد خطوين .
سيدي و قاصم ظهري . .
السيرة اكتملت .
من ساكن ٍ في عتبة
علمت َ الخلائق أن الهلاك حق .
ومن قبضةٍ في الريش
بينت َ لي :
" يا خفيف
خطأ التوحش أن التمهل آيه
و عز العوالق
أنها بالمحب "
فسلامي للخفيفين من كل شيء .
من الخلائق إذ تمنوا ، من المكيدة أن تضل ، من الرضا أن يستقر ومن العوالق أن تزول .
سلامي للعوالق أينما حلت .
على عتبة الدار و على مهل الخطى . في المسيرة و الخسارة و التوحش و الحنو.
وسلامي للمكيدة في كل آن .
حيث التورد حصة المذبوح من دمه . وحيث التردد والتأخر و التوغل و الرضا أصل التوحش و التهلف و الجهالة واللهاث.
و سلامي للحبيبة من كل شيء .
أن تطال و أن تعاد و أن تُملّ . أن تيمم وجهها شطر الخلائق أو تيمم وجهها شطري .
سلامي للحبيبة في كل شيء .
في كظم المرارة بالونس . وفي لهفة الغافل أن الهلاك حق
.
و سلامي على كل الحبيبة من كل شيء ..
أن تخاطب بالجهالة أو تجابه بالتوحش . و أن تخرج من عتبة الوصل حيث العصافير و الروح طوافتين إلى عتبة الدار حيث اليمامات يلمعن الدفائن ما بين ضدين ، ولا يقلن السلام .
و السلام
يصدر ديوان ( عن الخروج من الحبيبة - رسالة في البطء واللذة ) قريبا
هناك 11 تعليقًا:
الرائع أحمد محجوب
لقد قرأت كلك المدرج هنا تقريبا
الحق أن صوتك يحتاج لقراءات كثيرة
كي أقف على هذا الشطح الجميل
من أسطرة العادي والدارج
إلى السفر إلى صوفية آسرة
أحسب أنك تخلص لها وتعتبرها مشروعك الشعري
في فترة قصيرة نسبيا حسب تاريخ إدراج النصوص
من الواضح أنك تحتفي باللغة احتفاءً أرى من خلاله
أنك تعتبر أن اللغة هي خالق النص
وأن النص هو التماهي في/مع اللغة
ربما أحتاج أناإلى قليل آخر من الوقت لكي أقرأ قلقك الصوفي المعاصر
الذي يتجاوز هذا الإرث الهائل من القلق القديم
أو لتفتح نصوصك أبعادها لتفاصيل أكثر تمتح من لغة القديم لتفجر علاقات فنية جديدة
آه يا أحمد لو تعلم كم أسعدت ذائقتي اليوم
شكرا لك
تحياتي وأكثر
أحمد
بل ذلك بأن صباحي مستمتع
هنا
...
" يا خفيف
خطأ التوحش أن التمهل آيه
و عز العوالق
أنها بالمحب "
...
للنص جميعه ولصاحبه
ألف تحية
دمت مبدعا
يبدو انك عدت لاكمال الخروج من الحبيبة
او انك دخلت فيه تاني بعد انطقاع طويل
فالقي السلام على نفسك وخفف ما ضاع منك بين الاصابع
متى يصدر ديوانك؟ واين؟
بالتوفيق
ياراجل
هيابقت دخله عشان يبق فيها خروجه
ههههههههههههههههههههههه
عليا النعمه مفهمتحاجه م الهلس دا
العزيز أحمد سليمان
شكرا لمرورك الجميل وانتظرك دوما
محبتي
تلك التي لا أملك غيرها
احمد
العزيزة نهى
صباحك أجمل دائما
محبتي
تلك التي لا أملك غيرها
احمد
العزيز غير معرف ( 1 )
لم انقطع عن " الخروج من الحبيبة - رسالة في البطء واللذة " و النص بالكامل منشور على البلوج عدا فواتح الابواب سأنشرها تباعا
من الجيد أن اعرفك كي ارسل لك خبر الديوان فور صدوره
محبتي
تلك التي لا أملك غيرها
احمد
العزيز غير معرف ( 2 )
شكرا لأنك لم تفهم النص
محبتي
تلك التي لا أملك غيرها
احمد
بصراحه ...
تفكيرك غريب شويه .. انت شخصيه مركبه جداا .. ولا ايه ؟؟
بس مدونه تثير الفضول للغوص فى محتواها ..
إرسال تعليق